زايو من أجل دعم قيم الشفافية

مفامة شبابية

Picture
محمد شوراق
جاءني في المنـام، شيخ جليل همـام، أضنه من أسلافنا العظـام،يحكي عن شباب هذه الأيـام ،وفي نبرة حزينـة ، وكلمات رزينـة قال: جلت في ارجاء المدينـة و شاهدت شبابا غفلا من كل طينـة و عجينـة.  شباب في مقتبل العمـر، شاخ من شدة القهـر ،وعلى وجهه شحوب كأنه القبـر، بالكاد يجر الأقدام، كانه مصاب بكل الأسقام،يخر هامدا في استسلام، راضيا بالإنهزام،كاعجاز نخل خاويـة ،تقاذفتها رياح عاتيـة،وهدتها الايام القاسيـة ، فانساق الى الهاويـة يرجو الخلاص في المخدرات،وكل انواع المسكرات، في جيوش من الشواذ و العاهرات تاهوا في غياهب الخمارات.

و شباب عطل التفكيـر في الوضع الحقيـر، فأخْرص الضميـر، و صار عاجزا عن اي تغييـر، يصفق لكل شيئ بدون تدبـرولا تفكير،وفي كل الأحوال وبدون تأخيـر، حتى صار كالبعيـر يؤمر فيسيـر،فانصاع للامر الواقع ،كانه الحق الساطع،فلا يعارض و لا يقاطع،وانما مهرول يدافع ،انتهازي يتحين الفرص و اقتسام الحصص.


و شباب حريص على أجـْـِره ،ينفقه كله على مظهــِرِه، رغم بؤسِه و فقــِره، همه في شَعْــِره ،وعقله في خَصْــِره.


شباب تدبـّر و قدّر،وضنّ أن الدين كما فكـّر، فظل الطريق و تقهقـر,حتى صار أقسى من الحجـر،و كي يعيد المجد المفتقـر؟!،ويحقق النصرالمؤزّر! ، اجمع أمره وقرّر، ففجّـر و انْفجـر!.


و شباب باع العرض و المِلـّة، و افتى بالإفطارجهارا في ِرحلـة ،كأن رمضان هو العِلـّة، لما بهم من بؤس و ذِلـّة، نرجوا الله ان يكونوا من قِلـّة .


و استرسل يقول بلغ عني هذه النصيحـة و التي استهلها بهذه الابيات الفصيحـة :


الا ايها الشعب الذي عانق المجـدا

و ارسى صروحا للعلى ظلت الاجدى

فساد عزيـزا حيـن امـن و اتقـى

واضحى ذليلا بعد ان نكث العهـدا

الا كيف تنسى طارقا حيـن ابحـرا

و تنسـى نـداء الله,آذان خيـرلـدا

انزع عنك رداء الانهزام ،و انفض عنك غبار الإستسلام ، و اقبل على الحياة وتقدم الى الامـام ...اعزم و توكل على رب الانـام،وليكن سلاحك الإيمان و الحب و عظيم الامـال، فذاك ما تحطم به الاغلال ،وتسحق به ما بك من اذلال ...

ان الانسان هو الانسان في كل الازمان و انما هذه الاحزان و هذا البهتان هو من تقبل الذل و الهوان واعلم ان السر العظيم ،هو العقل السليم ،و التفكير القويم، ان اسلوب تفكيرك ، و ضنونك و حتى اوهامك هي التي تعبد لك طريقك و تحدد مصيرك... فلا تجعل في عقلك نصيبا للاوهام وا جعله زاخرا بعظيم الاحلام